احتلت فكرة الحياة بعد الموت مكانة عظمى فى نفس المصرى القديم ، فلقد أحب الحياة وتمتع بكل مباهجها وكره الموت ولم يشغله فى حد ذاته قدر ما شغلته حياة ما بعد الموت والاستعداد لها خلال حياته الدنيوية .
ويؤيد هذا ما جاء فى النصوص الجنائزية على لوحة من الدولة الوسطى يخاطب بها صاحب اللوحة المارة قائلاً :
"أنت يا من تحب الحياة وتكره الموت . يا من تمر على هذه المقبرة حيث انك تحب الحياة وتكره الموت أطلب إليك أن تقدم قرباناً مما تملكه يداك"
وربما كان هذا ناتجاً من فلسفته فى تفسير معنى الموت حيث اعتبره خطوة تنقله إلى عالم الخلود ـ ولقد شبهوا الميت برجل ذهب للصيد ووجد نفسه فى بلد مجهولة ـ وربما هذا الاعتقاد ناتجاً لما يراه فى أحلامه من أشخاص الموتى يخاطبونه أو يغشون الأماكن التى كانوا يعيشون بها . وربط المصرى القديم بين الروح والجسد بعد الموت واعتقد ان هناك روحاً هى الكا أى القرابين تبقى بجوار الجسم فى مقبرته وحولها فى الأرض وهناك روحاً فارسة وهى ألبا تلحق بموكب الشمس فى رحلتها النهارية والليلية أنها تزور الجسد أثناء رحلتها النهائية وإن كان كل من الكا وألبا مرتبط بقائهما وفنائهما ببقاء الجسد وفناءه ـ لذلك فقد اهتموا اهتماماً بالغاً بتحنيط الجسد حتى لا تتحلل أنسجته ويحتفظ بملامحه التى كانت له فى الحياة حتى يمكن للروح أن تبقى حتى تتعرف عليه وتتمتع بما يقدمه له من قرابين وما يصاحب عملية تقديم القرابين من طقوس دينية وصلوات ودعاء .
المفهوم العلمى واللغوى للتحنيط
1 ـ المفهوم العلمى للتحنيط :
يقوم الأساس العلمى لعملية للتحنيط عند قدماء المصريين على استخلاص ماء الجسم وتجفيفه تماماً حتى لا تتمكن بكتريا التعفن من أن تعيش عليه أو تتغذى به .كذلك تعتمد عملية التحنيط على عملية العزل لأنه دون عملية العزل فأنه يمتص الرطوبة من الجو ويتحلل وهذا ما وجد فى مومياوات اليمن إذ أن التحنيط دون العزل أدى لتحلل جميع المومياوات دون الهيكل العظمى .
اعتقد أن هناك روح هى " البا " تلحق بموكب الشمس وصورها فى هيئة طائر برأس إنسان وهى تلحق بموكب الشمس فى رحلتها النهارية والليلية وتزور الجسد فى أثناء رحلتها النهارية . وأن هناك روح أخرى هى " ألكا " أى القرين تبقى بجوار الجسم فى مقبرته وحوله على الأرض . وأن هناك روحاً ثالثة هى " الأخ " تذهب إلى السماء وتبقى فيها إلى الأبد مع إله الشمس وهى ليست لكل إنسان حيث يتشبه فيها الإنسان بالشمس فيكون نورانى . وإن كلا من " البا " و " ألكا " مرتبط بقاءهما وخلودهما ببقاء الجسم وخلوده وأنهما يعينان بفساد الجسم ومن هنا كان الاهتمام البالغ بالتحنيط حتى يتم للروح التعرف عليه وتتمتع بما يقدمه لها الأحياء من القرابين وما يصاحب عملية تقديم القرابين من طقوس دينية وصلوات ودعاء ولذلك نجد أن كل المقابر لها أبواب وهمية وموائد للقرابين التى تقدم لروح صاحب المقبرة .
المراسيم والشعائر الجنائزية قبل عملية التحنيط :
ذكر " هيرودوت " أنه حينما يموت شخص ذو مركز ممتاز فإن عائلته تغطى جميع نساء المنزل رؤوسهن ووجوهن بالطين ويتركن جثة المتوفى بالمنزل ، ثم كل المدينة وهن يضربن أنفسهن بينما تكون ملابسهن مرفوعة إلى أعلى وصدورهن معراة ويرافقهن كل أقاربهن . أما الرجال فيضربون أنفسهم وتكون ملابسهم مرفوعة لأعلى وبعد إتمام هذا تنقل الجثة إلى المعمل لتبدأ عملية التحنيط .
وذكر " ديودور " أن أقرباء وأصدقاء الميت يمتنعون عن الاستحمام وشرب الخمر وكل أنواع الترف ومما لاشك فيه أن الجثة كانت تنتقل إلى مكان التحنيط باحتفال جنائزى .
أنواع التحنيط :
ذكر هيرودوت أن هناك ثلاث طرق مختلفة للتحنيط :
1 ـ الطريقة الراقية :
فى هذه الطريقة يقوم المحنط باستخراج المخ من خلال فتحات الأنف ثم الأحشاء من فتحة فى جانب الجثمان ، ثم المعالجة بالمواد المختلفة سواء العطرية أو زيتية وأخيراً اللف باللفائف وهذه الطريقة قد شاعت فى عصر الدولة الحديثة .
2 ـ الطريقة المتوسطة :
وهى أقل فى التكلفة من الطريقة السابقة ـ حيث كانت تتم بشكل بسيط فى الخطوات الآتية :
1. حقن الجسم بحقنة شرجية بها أحد الزيوت إلى أن يمتلىء الجوف تماماً .
2. سد فتحة الشرج حتى يمنع تسرب الزيت .
3. معالجة الجسم بالنطرون لاستخراج ماء الجسم وضمان عملية الجفاف .
4. إخراج الزيت من الجوف . حيث يجرف الأحشاء التى تكون قد تحللت .
5. بعد ذلك كانت المومياء تسلم إلى أهلها دون أى عناية أخرى .
ويؤيد هذا ما جاء فى النصوص الجنائزية على لوحة من الدولة الوسطى يخاطب بها صاحب اللوحة المارة قائلاً :
"أنت يا من تحب الحياة وتكره الموت . يا من تمر على هذه المقبرة حيث انك تحب الحياة وتكره الموت أطلب إليك أن تقدم قرباناً مما تملكه يداك"
وربما كان هذا ناتجاً من فلسفته فى تفسير معنى الموت حيث اعتبره خطوة تنقله إلى عالم الخلود ـ ولقد شبهوا الميت برجل ذهب للصيد ووجد نفسه فى بلد مجهولة ـ وربما هذا الاعتقاد ناتجاً لما يراه فى أحلامه من أشخاص الموتى يخاطبونه أو يغشون الأماكن التى كانوا يعيشون بها . وربط المصرى القديم بين الروح والجسد بعد الموت واعتقد ان هناك روحاً هى الكا أى القرابين تبقى بجوار الجسم فى مقبرته وحولها فى الأرض وهناك روحاً فارسة وهى ألبا تلحق بموكب الشمس فى رحلتها النهارية والليلية أنها تزور الجسد أثناء رحلتها النهائية وإن كان كل من الكا وألبا مرتبط بقائهما وفنائهما ببقاء الجسد وفناءه ـ لذلك فقد اهتموا اهتماماً بالغاً بتحنيط الجسد حتى لا تتحلل أنسجته ويحتفظ بملامحه التى كانت له فى الحياة حتى يمكن للروح أن تبقى حتى تتعرف عليه وتتمتع بما يقدمه له من قرابين وما يصاحب عملية تقديم القرابين من طقوس دينية وصلوات ودعاء .
المفهوم العلمى واللغوى للتحنيط
1 ـ المفهوم العلمى للتحنيط :
يقوم الأساس العلمى لعملية للتحنيط عند قدماء المصريين على استخلاص ماء الجسم وتجفيفه تماماً حتى لا تتمكن بكتريا التعفن من أن تعيش عليه أو تتغذى به .كذلك تعتمد عملية التحنيط على عملية العزل لأنه دون عملية العزل فأنه يمتص الرطوبة من الجو ويتحلل وهذا ما وجد فى مومياوات اليمن إذ أن التحنيط دون العزل أدى لتحلل جميع المومياوات دون الهيكل العظمى .
اعتقد أن هناك روح هى " البا " تلحق بموكب الشمس وصورها فى هيئة طائر برأس إنسان وهى تلحق بموكب الشمس فى رحلتها النهارية والليلية وتزور الجسد فى أثناء رحلتها النهارية . وأن هناك روح أخرى هى " ألكا " أى القرين تبقى بجوار الجسم فى مقبرته وحوله على الأرض . وأن هناك روحاً ثالثة هى " الأخ " تذهب إلى السماء وتبقى فيها إلى الأبد مع إله الشمس وهى ليست لكل إنسان حيث يتشبه فيها الإنسان بالشمس فيكون نورانى . وإن كلا من " البا " و " ألكا " مرتبط بقاءهما وخلودهما ببقاء الجسم وخلوده وأنهما يعينان بفساد الجسم ومن هنا كان الاهتمام البالغ بالتحنيط حتى يتم للروح التعرف عليه وتتمتع بما يقدمه لها الأحياء من القرابين وما يصاحب عملية تقديم القرابين من طقوس دينية وصلوات ودعاء ولذلك نجد أن كل المقابر لها أبواب وهمية وموائد للقرابين التى تقدم لروح صاحب المقبرة .
المراسيم والشعائر الجنائزية قبل عملية التحنيط :
ذكر " هيرودوت " أنه حينما يموت شخص ذو مركز ممتاز فإن عائلته تغطى جميع نساء المنزل رؤوسهن ووجوهن بالطين ويتركن جثة المتوفى بالمنزل ، ثم كل المدينة وهن يضربن أنفسهن بينما تكون ملابسهن مرفوعة إلى أعلى وصدورهن معراة ويرافقهن كل أقاربهن . أما الرجال فيضربون أنفسهم وتكون ملابسهم مرفوعة لأعلى وبعد إتمام هذا تنقل الجثة إلى المعمل لتبدأ عملية التحنيط .
وذكر " ديودور " أن أقرباء وأصدقاء الميت يمتنعون عن الاستحمام وشرب الخمر وكل أنواع الترف ومما لاشك فيه أن الجثة كانت تنتقل إلى مكان التحنيط باحتفال جنائزى .
أنواع التحنيط :
ذكر هيرودوت أن هناك ثلاث طرق مختلفة للتحنيط :
1 ـ الطريقة الراقية :
فى هذه الطريقة يقوم المحنط باستخراج المخ من خلال فتحات الأنف ثم الأحشاء من فتحة فى جانب الجثمان ، ثم المعالجة بالمواد المختلفة سواء العطرية أو زيتية وأخيراً اللف باللفائف وهذه الطريقة قد شاعت فى عصر الدولة الحديثة .
2 ـ الطريقة المتوسطة :
وهى أقل فى التكلفة من الطريقة السابقة ـ حيث كانت تتم بشكل بسيط فى الخطوات الآتية :
1. حقن الجسم بحقنة شرجية بها أحد الزيوت إلى أن يمتلىء الجوف تماماً .
2. سد فتحة الشرج حتى يمنع تسرب الزيت .
3. معالجة الجسم بالنطرون لاستخراج ماء الجسم وضمان عملية الجفاف .
4. إخراج الزيت من الجوف . حيث يجرف الأحشاء التى تكون قد تحللت .
5. بعد ذلك كانت المومياء تسلم إلى أهلها دون أى عناية أخرى .